أخبار وطنية جريح الثورة محمّد الحنشي يعاني من وضعية صحية حرجة في المستشفى الجهوي ببن عروس
قالت كاتبة الدولة المكلفة بملف شهداء وجرحى الثورة ماجدولين الشارني أنَّ الدولة التونسيّة لم تقصِّر في إيلاء عنايتها اللازمة بالحالة الصحيّة لجريح الثورة محمّد الحنشي، مضيفةً القول أنّ المصالح المعنيّة لن تخلّ بتعهّداتها وإلتزاماتها قيد أَنمُلة تجاهَ جرحى الثورة الذين يعيشون ظروفًا صحيَّة وإجتماعيّة متداعية على حدّ سواء.
وأكّدت الشارني خلال تصريحٍ أدلت بهِ لموقع "الجمهورية"، أنَّ مصابي الثورة يتمتّعون بأولويَّة مطلقة في العلاج، وهو أقلّ واجبٍ تكفلهُ أجهزة الدولة لهذه الفئة التي ضحّت بالغالي والنفيس وقدّمت دماءَها قربانًا في سبيل حريّة شعبٍ بأسرهِ، بحسْب تعبيرهَا.
وفي معرض حديثهَا عن الجريح محمّد الحنشي، قالت الشارني، "الحنشي يعاني وضعيّةً صحيّة معقّدة تتمثَّلُ في إصابتهِ بمرض آخر، لأنّهُ إكتشف ذلكَ خلالَ الأسابيع القليلة الماضية"؛ مشيرةً إلى أنَّ عجزهُ الصحّي الراهن لا صلةَ لهُ بالرصاصة التي إخترقت جسدهُ ذات يومٍ من جانفي سنة 2011، وفق تشاخيصَ طبيّة أثبتت طبيعة مرضهِ.
وأبرزت محدّثتنا أنّ اللجنة الطبيّة المخصّصة لجرحى الثورة تتابع عن كثب وضعيّات المصابين حالةً بحالة، بعدَ دراسة مدقّقة لملفّاتهم حتّى تتمكّن من ضبط إحتياجاتهم حسَب الأولويّة، معتبرةً في ذات الصدد، أنّ اللجنة سالفة الذكر تبذل قصارى جهدها برئاسة المقدّم عادل العَمري لكيْ تتوصّل إلى حلول جذريّة تنتهي معها رحلة الألم التي يرزحُ تحت وطأتهَا جرحى الثورة؛ على حدّ قولها.
وفي سياقٍ متّصل، عبّر عددٌ من جرحى الثورة عن عميق شجبهم إزاءَ ما إعتبروهُ إخفاقًا ذريعًا في التعاطي مع ملفّهم الحارق من طرف مؤسّسات الدولة، مسلّطين جام غضبهم بالخصوص على وزارتيْ الصحّة والشؤون الإجتماعيَّة على خلفيَّة تهاونهَا في تحمُّل المسؤوليَّة على الوجه الأكمل، وفقَ تقديرهم.
ورصدَ مراسل "الجمهورية" يوم الإثنين زيارةً حرص على تأديتهَا معتمد حمّام الأنف حسام بن أحمد إلى المستشفى الجهوي ببن عروس أينَ يمكثُ جريح الثورة محمّد الحنشي لتلقّي العلاج، قائلًا أنّه "لا مناصَ من تقديم الإحاطة الإجتماعيّة اللازمة لعائلة الحنشي"، فضلًا عن توافدِ ثلّة من أقاربهِ ورفقائهِ لعيادتهِ والإطمئنان على وضعهِ الصحّي، هذا وأوضحَ مصدرٌ طبّي أنّ الحنشي بات يصارعُ الموت وحياتهُ مهدّدة أكثرَ من أيّ وقتٍ مضَى جرَّاءَ إستفحال مرضهِ.
الجدير بالذكر أنَّ رئيس الحكومة الحبيب الصيد قرّرَ تعيين ماجدولين الشارني على رأسِ الهيئة العامّة لشهداء وجرحى الثورة والعمليّات الإرهابيّة، وفقَ ما تضمّنهُ بلاغ أصدرتهُ رئاسة الحكومة يومَ الإثنين 8 فيفري 2016.
ماهر العوني
